صناعة الأقفال عبر التاريخ

صناعة الأقفال عبر التاريخ

مهنة قديمة، وحازت على الكثير من الإحترام والتقدير.. صناعة الأقفال صمدت أمام عوامل الوقت بنجاح، بسبب الحلول المبتكرة والمجددة التي قدمها صناع الأقفال. رغم أنه لن يضع أحدنا في طبيعي صناع الأقفال في الحسبان عند تجميع قائمة بالأناس المشهورة، ولكن، بدون شك يمكن اعتبارهم من أعظم العقول المُفَكِرة؛ حيث أن أقفالهم صانت أمن الناس وحافظت على أشيائهم الثمينة طوال قرون. مما لا شك فيه، أننا نعتمد على هذه الأقفال وآليات التأمين لحماية منازلنا و سياراتنا وأعمالنا والحفاظ عليهم.

هناك العديد من الشخصيات المشهورة الذين شاركوا بنجاحهم وفشلهم لتطوير أجهزة القفل والتأمين. العالِم ذو الصيت البرت اينشتاين قال بأنه كان سيصبح صانع أقفال إذا علِم مسبقاً أنه سيندم على دعمه لصناعة القنبلة النووية. كان هذا ضمن الحديث عن قذف مدينتي (هيروشيما) و (ناجازاكي) بعد الحرب العالمية الثانية وكيف أن مهنة صناعة الأقفال تطلبت عقلا ذكيا وحذِراً ايضاً . خبير الأقفال المشهور (هاري هوديني) استعان بخبرته وقدرته على فتح اي قفل لصنع مسيرة مهنية ناجحة لأنه تدرب في محل تأمين وأقفال . العديد من خبراء الأقفال حاولوا بقدر المستطاع ان يخترعوا قفلاً يمكنه ان يُعَجِز قدرة (هاري هوديني) في كسر نمط الحماية ، ولكنهم فشلوا .

في بدايايت العصر الحديث ، شَعَرَ الإنسان أنه يحتاج الى أن يحمي ممتلكاته بواسطة طرق التأمين . إحدى الطرق الأولية والقديمة في الحماية كانت عن طريق تأمين االاشياء المهمة بواسطة عُقَد مصنوعة من الألياف.

اكتشف المؤرخون دليلاً على بعض الأقفال التي استخدمها الملك الفرعوني خفرع خلال فترة حكمه 2500 عام قبل الميلاد لحماية مقابره، وايضا بعض الأهرامات في الجيزة. أول طريقة قِفل مُستخدمة كانت مصرية الأصل ، كانت تعتمد على تثبيت حفرة او فخ ، إكتشفها علماء الحفريات في العراق . هذه الطريقة اعتمدت على وضع حفر فارغة مُثبتةٍ بأوتاد خشبية لمنع اللصوص من فتح الأبواب.

الأقفال المتمادية التي نستخدمها حاليا في تأمين الابواب ابتكرها صانع الأقفال الإنجليزي ما بين عام 870 و 900 ميلادياً . في خلال الفترة ما بين القرن الثالث عشر والخامس عشر ، صناعة الأقفال أصبحت مهنة قيمة في مصر واليونان وروما وحتى الصين، وانتشترت بعدها لبقية العالم. كان هناك بعض التشديدات الأساسية على حرفي صناعة الأقفال ، وكان الحدادون يعملون لتصميم وزخرفة وتحسين أنماط الأقفال. الأقفال المتمادية ما زالت مُستخدَمة ، ولكن المفاتيح يمكن نسخها بسهولة تامة بواسطة اي شخص له خبرة حتى لو طفيفة مع نمط المفاتيح.

الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر احدثت ضوابط ومعايير جودة من اجل هندسة وصناعة مكونات الأقفال. في خلال هذه الفترة، تعرضت مهنة صناعة الأقفال لتغير جذري.

أول قفل تامبلر-مرتفع مزدوج الوظيفة صممه الرجل الإنجليزي (روبرت بارون) في عام 1778 . هذا القفل حسن الحماية بشكل كبير بمساعدة الفتحة الداخلية التي تطلبت من المستخدم أن يدفع بالمفتاح لارتفاع معين لكي يقوم بفتح القفل.

المخترع وصانع الأقفال (جوزيف براماه) طور وابتكر اول تصميم قفل عالي الحماية. سُميَ (قِفل براماه) عام 1784 . هذا القفل قَدَمَ فتحة أسطوانية للمفتاح مع رقاقات داخلية. احتوى المفتاح على العديد من الفتحات المتتالية على ارتفاعات مختلفة، وكان يجب على المستخدم ان يُدخِل المفتاح لارتفاع معين لكي يفتح القفل.

اول قفل تامبلر- مثبت اخترعه (ليونس يال) عام 1843 ، واعتمد على نفس المبادئ التي اعتمدت عليها أجهزة الأقفال البدائية التي وُجِدَت في مصر، واستلهم تصميمَه من (قِفل براماه). قفل تامبلر- المثبت الحديث كان نتيجه تطوير ابنه (ليونس يال جونيور) الذي قدم سلسلة من الشقوق الجانبية بجانب السَنَّنَ للمفتاح المحَزّز المسطح. وهذه العملية حسنت حماية المفتاح بشكل ضخم.

إضافة السَنَّنَ للمفتاح كانت إلحاقة عبقرية، بخاصة قطع القفل بشكل معين وهذا ما جعل قفل (ليونس يال جونيور) الاختيار الأمثل. إدخال المفتاح المحزّز الخاطئ لن يدفع بالدبابيس في مكان القفل، مما سيؤدي لعدم فتحه، وأيضًا لن يستطيع أي مفتاح آخر أن يدخل في القفل بسهولة.. مما يجعل قفل (ليونس يال جونيور) محميًا بشكل عالٍ. قفل (ليونس يال) منتشر بشدة هذه الأيام- ربما أنت استخدمت هذا القفل في أحدِ أبوابِك أيضًا!

القرن العشرين شهد العديد من التحسينات والتعديلات لقفل (ليونس يال)، في عام 1909 رأى (وولتر شلاج) آلية إغلاق من الممكن أن تفتح وتغلق حتى الأنوار. (وولتر شلاج) اخترع قفل تامبلر ذا الشكل الإسطواني الذي تقدم على قفل (ليونس يال) في تقنية زر الدفع. القرن العشرين أعطانا فكرة الإغلاق الحسي المعتمدة على مبدأ أن الأقفال صُنِعَت مفتوحة لأشخاص معينين ولأوقات معينة. هذا ساعد على قيام وتأسيس آلية الإغلاق الإلكترونية التي ظهرت في أواخر القرن.

في عام 1975 (تور سورنيز) أصبح أول شخص يصمم كارت الحماية الإلكتروني، مما أدى إلى فكرة الأقفال البرمجية لاحقًا. بداية القرن الواحد والعشرين أظهرت عددًا لا يحصى له من أشكال الحماية الإلكترونية التي تستخدم طرق توثيق مختلفة ككلمات المرور، وفحص البصمات، والتعرف على الوجه، وإلخ.. نحن نعيش في عالم حيث ترددات موجات الراديو التعريفية يمكنها تمكين عددًا لا حصر له من الأبواب الإلكترونية باستخدام الآشعة تحت الحمراء أو الأكواد الثنائية. صناعة الأقفال تحنست بواسطة المميزات التكنولوجية والأفكار الإبداعية ، وتحولت إلى نظام يهدف إلى أن يبتعد عن المفتاح التقليدي الذي من السهل أن يُقَلد أو يضيع.

أخيرًا وليس آخرًا، صناعة المفاتيح لعبت دورًا مهمًا عبر التاريخ، واستكملت دورها المصيري اليوم في هذا العالم سريع الخطى حيث حماية الأشياء والموارد القيمة من اللوازم الأساسية.

هوديني هو خبير صناع ومصلحون الأقفال

هاري هوديني
١٩٢٦-١٨٧٤

الكثيريفكر ان هاري هوديني انه الساحر الشهير، ولكن ليس هناك خلاف أن هاري هوديني كان أيضا خبير صناع ومصلحون الأقفال

شاهد الأثباتات الوثائقية